كيف أعيش حياة زوجية خالية من المشاكل

كيف أعيش حياة زوجية خالية من المشاكل




 معظم العلاقات الزوجية في العالم تبدأ بقصة حب، لكن ليس كل هذه العلاقات تستمر كما بدأت و إنما تحكما الرتابة والخمول بعد الزواج. هناك عدة عوامل تحكم هذا الخمول منها العلاقة الجنسية والمشاكل الأسرية والمادية. و لكي نتعمق في هذا الموضوع يجب أن نتطرق لمفهوم الحياة الزوجية أولا، فهي عبارة عن حياة تضم زوجين يتشاركان في كل شيء وهو اتحاد رجل وامرأة في إطار من الحقوق و الواجبات يتضمن تشابههما في أشياء واختلافهما في أشياء أخرى و هما يتعايشان حسب هذه التشابهات والاختلافات حسب تغير الظروف والبيئة وغيرهما ولذلك فإن لكل منهما شيئا يقدمه للاخر، فغالبا ما يقوم الزوج بدور الحماية و توفير الماديات التي تحتاجها العلاقة الزوجة بينما توفر الزوجة الأمان العاطفي والاستقرار في البيت وهي علاقة فريدة تستمر طوال الحياة و تعني الحياة الزوجية بمفهومها الشامل وأيضا أن يقوم كلا الطرفين اللذين يريدان قضاء بقية حياتهما مع بعضهما بترتيب حياتهما معا بحيث يصبح أسلوبهما في الحياة التي اعتادا عليه أسلوبا موحدا يجمعهما تحت سقف واحد يتشاركان في كل أمور حياتهما وتعني يضا أن ينشدا التفاهم والتناغم بحيث تكون علاقتهما شبه مثالية وتمثل خصائص الاستقرار. وتحتاج الحياة الزوجية الى شروط عديدة تسهم في نجاح هذه العلاقة وهي ضرورية لاستمرارهما ضمن ذلك الاستقرار الصحي بعيدا عن المشاكل وهي شروط تعتمد بطبيعة الحال على كلا الطرفين معا ولكي لايقع الزوجين في هذا الخمول العاطفي بعد الزواج ولتجنب حدوث المشاكل الدائمة نذكر من الشروط التي يجب عليهما  التقيد بها: 


التقارب العاطفي

يعتبرالتقارب العاطفي من أهم العوامل التي تسهم في نجاح الزواج، وذلك لأنه يتيح لكلا الطرفين أن يفهما بعضهما وأن يناقشا القضايا الجدلية التي يتعرضان لها خلال حياتهما معا، بالإضافة إلى أنه يؤدي الى خلق مزيد من العاطفة بينهما وهو ما يقوي التواصل والتقارب بين الزوجين، وكذلك يتضمن هذا التقارب الإنفتاح على الاخر وذلك من خلال مشاركة الهموم وأيضا مشاركة الأحلام و الطموحات والامال وكذا مساوء الحياة مما يؤدي الى خلق مستوى عال من التفاهم يحقق الاستقرار وهو الذي يمنع حدوث الخلافات.


الصدق

يعتبرالصدق من أكثر الأشياء ضرورة في العلاقة الزوجية وذلك لانه يضمن الاستمرارية في العلاقة و تطويرها وتحسين عملية سيرها فهو الذي يقوم ببناء الثقة بين الطرفين، وهذة الثقة تعد من أهم ما يجب توافره بين الزوجين وتعني أيضا مشاركتهما الحديث حول جميع الأشياء حتى البسيطة منها مما ينتج عنه توطيد العلاقة، كما ان الصدق يجعل الإنسان أفضل أمام نفسه ويكسبه احترام الذات واحترام الناس له.


الاحترام

من أهم الاشياء أيضا في العلاقة الزوجية هو الاحترام، وقد يعتبر أساسها، وهو أيضا يضمن استمرارية هذه العلاقة فهو مهم لدوام العلاقة و يتيح للطرفين تقبل مساوء بعضهما واختلافاتهما. 


القيام بأشياء مشتركة

من أهم ما يجب على الزوجين فعله هو التوصل إلى أشياء مشتركة بينهما وذلك لانه من المهم أن يقضيا وقتا مع بعضهما في ظل انشغالات الحياة الكثيرة التي تتضمن واجبات منزلية وخارج المنزل، وبهذا فان تخصيص الوقت للقيام بنشاطات مشتركة هو من الأشياء التي يجب ان لا يغفلها الزوجان، بل إن عليهما إيلا~ها اهتماما خاصا وذلك لما تحدثه من تجديد العلاقة وإرساخها، وهذه النشاطات تتضمن التنزه والتسوق والطبخ معا وغسل الاواني ومشاركة الهوايات كالرسم والعزف... 


الصبر

الصبر يعزز العلاقة ويحبب الناس في بعضهم. يجب على الزوجين أن يكونا صبورين تجاه بعضهما ذلك لأنه يعطيهم القدرة على تحمل ما  قد يصدر عن الطرف الاخر وهذا سيزيد من فرص استمرار العلاقة اذا ما تحلى الطرفين بالصبر، فهذه الخصلة من الأشياء الجوهرية التي يجب ان تتوفر في العلاقة خاصة العلاقة الزوجية، والصبر يوثق الروابط أكثر فأكثر.


التسامح

يعد التسامح من الخصال التي يجب أن تتوفر عند المتزوجين وذلك لان الحياة لا تخلو من أخطاء، وعلى الطرفين أن يتحليا بالتسامح للتجاوز عن أخطاء بعضهما و التغافل عن الأشياء الصغيرة التي تصدر عنهما ووضع تلك الاخطاء جانبا لإكمال الحياة جنبا الى جنب، فعدم التسامح يجعل من العلاقة غير محتملة بين الزوجين لاستحضار تلك الاخطاء في كل مجادلة يقوم بين الزوجين ما يزيد من تفاقم الجدال ليتحول إلى شجار، والحفاظ  على العلاقة الحميمية يتطلب الثبات  وروح المبادرة و الكثير من الحب، فمشكلة الحياة بسعادة وثراء أنها تحمل في طياتها  أكثر مما نرى أمام أعيننا. 


الحياة الجنسية

بالتأكيد تعد العلاقة الجنسية وإشباع الرغبات الفطرية والغريزية لدى الرجال والنساء من أحد أهم العناصر التي تتواجد في الحياة الزوجية بين طرفي العلاقة ولكن لا تتوقف أهمية العلاقة الجنسية على المتعة فقط بل الأمر يتصل بالحياة العاطفية والصحية والقدرات العقلية لدى الرجال والنساء، فممارسة العلاقة الجنسية بانتظام تؤدي بشكل مباشر إلى تطور وتقوية الحياة العاطفية بين الزوجين، وتبادل الأحاديث قبل وأثناء وبعد العلاقة الجنسية تجعل عملية التواصل بين الزوجين أكثر انفتاحاً وتفهماً، وتعمق معرفة كل طرف بشريكه بشكل أعمق وأكبر وهو بالتأكيد ما يعمق مشاعر الحب والاحترام والاحتياج العاطفي أيضاً بين الزوج والزوجة.


يحمل الزواج قيمة عالية لا يمكن الاستغناء عنها و المرور بدونها في هذه الحياة، لأن الحياة الزوجية توفر العديد من الأشياء التي لا يحصل عليها الانسان في حياة العزوبية وأهمها تكوين عائلة  توفر الدفئ والأمان والحماية والإستقرار، وكذا الحصول على الاطفال وتربيتهم من الأشياء التي تضفي سعادة  في حياة الانسان، فتجربة الحياة الزوجية من أجمل التجارب التي قد يعيشها المرء خاصة إذا ما كان هناك تناغم بين الشريكين فإن هذا يوفر الحب والعاطفة والمودة وروح المساندة لتحمل أعباء الحياة، كما أنه يخفف هموم الدنيا عدا عن كل الأشياء التي يستطيع الشريكين فعلها سويا، فحياة الوحدة بدون شريك ستكون مملة وصعبة، ومهمة الشريك هي أن يزيل شعور الوحدة ويخفف تلك الأعباء.   

إرسال تعليق

أحدث أقدم