حياة جو بايدن الخاصة، علاقة حب ومسيرة حياة مليئة بالمآسي.

 حياة جو بايدن الخاصة، علاقة حب ومسيرة حياة مليئة بالمآسي.




ولد جو بايدن في 20 نوفمبر سنة 1942 في مدينة سكرانتون في شمال شرق ولاية بنسلفانيا، والده هو جوزيف بايدن كان عامل في  تنظيف الأفران وبائع سيارات مستعملة، ووالدته كانت كاثرين يوجينيا "جين" فينيجان.


 ينسب بايدن الفضل إلى والديه في غرس الصلابة والعمل الجاد والمثابرة فيه. لقد ذكر أن والده كان يقول مرارًا ، "يا تشامب، إن مقياس الرجل لا يتعلق بعدد المرات التي يتعرض فيها للضرب، ولكن مدى سرعة استيقاظه".  لقد قال أيضًا أنه عندما يعود إلى المنزل متجهمًا لأنه تعرض للتنمر من قبل أحد أكبر الأطفال في الحي، كانت والدته تقول له، "حطم أنوفهم حتى تتمكن من السير في الشارع في اليوم التالي!"


 التحق بايدن بمدرسة سانت بول الابتدائية في سكرانتون.  في عام 1955 عندما كان يبلغ من العمر 13 عامًا، انتقل بايدن مع عائلته الى مايفيلد، ديلاوير.


 عندما كان طفلاً، عانى بايدن من تلعثم، وأطلق عليه الأطفال اسم "داش" و "جو إمبيديمنتا" للسخرية منه.  في النهاية تغلب على عائق كلامه عن طريق حفظ فقرات طويلة من الشعر وتلاوتها بصوت عالٍ أمام المرآة.


 التحق بايدن بمدرسة سانت هيلانة حتى حصل على القبول في أكاديمية أرشمير المرموقة. على الرغم من اضطراره إلى العمل في غسل نوافذ المدرسة وإزالة الأعشاب الضارة من الحدائق لمساعدة أسرته على تحمل الرسوم الدراسية، إلا أن بايدن كان يحلم منذ فترة طويلة بالالتحاق بالمدرسة، التي وصفها بأنها "هدف حياته" في Archmere، كان بايدن طالبًا ذكيا و قويا، وعلى الرغم من صغر حجمه، كان متلقيًا متميزًا في فريق كرة القدم. يذكر مدربه: "كان طفلاً نحيفًا، لكنه كان أحد أفضل متلقي التمريرات التي حصلت عليها منذ 16 عامًا كمدرب."  تخرج بايدن من جامعة أرشمير عام 1961.


 الكلية والزواج وكلية الحقوق


 التحق بايدن بجامعة ديلاوير القريبة، حيث درس التاريخ والعلوم السياسية ولعب كرة القدم. اعترف لاحقًا أنه قضى أول عامين في الكلية مهتمًا بكرة القدم والفتيات والحفلات أكثر من الدراسة الجامعية، لكنه طور أيضًا اهتمامًا حادًا بالسياسة خلال هذه السنوات، مدفوعًا جزئيًا بالتنصيب الملهم لجون ف.كينيدي في عام 1961.


 في رحلة استراحة الربيع إلى جزر الباهاما خلال سنته الأولى، التقى بايدن بطالبة في جامعة سيراكيوز تدعى نيليا هانتر، وبكلماته الخاصة قال: "وقع في حب كأس من الصفيح - للوهلة الأولى". وبتشجيع من حبه الجديد، وضع تركيزه  الكامل على دراسته وتم قبوله في كلية الحقوق بجامعة سيراكيوز بعد تخرجه من ديلاوير في عام 1965. تزوج بايدن وهنتر في العام التالي أي في عام 1966.


 كان بايدن في أحسن الأحوال طالب قانون متوسط ​​المستوى.  خلال سنته الأولى في سيراكيوز، رسب في فصل دراسي لفشله في الاستشهاد بشكل صحيح بإشارة إلى مقالة مراجعة القانون و هذا الحادث سيطارده لاحقًا في حياته المهنية.


 مأساة عائلية



 تمامًا كما بدت جميع أحلام بايدن الجامحة وكأنها تتحقق، فقد صُدم بمأساة مدمرة. قبل أسبوع من عيد الميلاد عام 1972، تعرضت زوجة بايدن وأطفاله الثلاثة لحادث سيارة مروع أثناء تسوقهم لشراء شجرة عيد الميلاد. أسفر الحادث عن مقتل زوجته وابنته وإصابة ابنيه بو وهنتر بجروح خطيرة.

 ومع ذلك، بتشجيع من عائلته، قرر بايدن احترام التزامه بتمثيل شعب ديلاوير في مجلس الشيوخ. لم يقم بأداء مراسم  اليمين لأعضاء مجلس الشيوخ الجدد في واشنطن وبدلاً من ذلك أدى اليمين الدستورية من غرفة أبنائه في المستشفى. من أجل قضاء أكبر قدر ممكن من الوقت مع أبنائه، قرر بايدن الاستمرار في العيش في ويلمنجتون، والتنقل من واشنطن وإليها كل يوم بواسطة قطار أمتراك، وهي ممارسة داوم  عليها طوال فترته الطويلة في مجلس الشيوخ.

كما تزوج بايدن مرة أخرى من جيل بايدن في عام1977. وقد ولدت ابنة الزوجين آشلي عام 1981. في 30 مايو 2015 عانى بايدن من خسارة شخصية أخرى عندما توفي ابنه بو عن عمر يناهز 46 عامًا. لكن الزوجين عاشا حياة عاطفية بامتياز حيث أن بايدن حكى أنه كان من الصعب عليه الارتباط مرة أخرى خصوصا بعد خسارته الكبيرة و المفجعة لزوجته الاولى، لكن بعد رؤية جيل غمرته رغبة في الوقوع في الحب مرة أخرى حسب قوله، فجيل أيضا انبهرت بجو و طريقة تفكيره في الحياة و نمط عيشه حيث قالت أنها عندما فتحت بابها أمام جوزيف بايدن في ليلة موعدهما الأول، انجذبت عيناها إلى حذائه، و أكملت قائلة بعد مواعدة الرجال الذين يرتدون "الجينز والقباقيب والقمصان"، شعرت الفتاة البالغة من العمر 24 عامًا بالذهول عند رؤية هذا الرجل الذي يكبرها بتسع سنوات مرتديًا معطفًا رياضيًا وحذاءً، لكن جيل كانت تظن أن العلاقة بينهم لن تستمر لعديد من الأسباب في مقدمتها أن جو دائما تحت حياة الاضواء، لكن بحلول نهاية تلك الليلة في مارس 1975، غيرت طالبة السنة الأخيرة من لحنها و بدأت تلين و تنجذب بعلاقة الحب مع جو بايدن.

تقول جيل أن الموعد الذي شاهدت فيه مع جو فيلمًا في إحدى صالات السينما في فيلادلفيا، ترك انطباعًا لديها لدرجة أنها اتصلت بوالدتها على الساعة الواحدة لتقول لها : "أمي، التقيت أخيرًا برجل نبيل" فهذا الموعد كان النقطة التي أفاضت كأس حب جو بايدن و جيل.

أما بالنسبة لجو كانت علاقتهما الرومانسية الوليدة نقطة تحول بالنسبة له، و أعادت  له لذة الحياة المفقودة خصوصا بعد فاجعة فقدان زوجته الأولى حيث يقول إنه أحس مع جيل برغبة في الحياة من جديد وقال:"لقد أعادت لي حياتي. جعلتني أبدأ في التفكير في أن عائلتي قد تكون كاملة مرة أخرى" 

لكن جو و جيل أحبا أن يبقيا علاقتهما سرا و يستمتعا ويذكر جو قائلا: "كلانا أحب الاستمتاع مع الشخص الأخر، وأردنا الاحتفاظ به على هذا النحو".

لكن بعد سنتين من المواعدة و بعد أن أصبحت جيل معلمة بدأ جو بالتفكير في الزواج من حبيبته حيث قال لها ذات صباح: أعتقد أنه يجب أن نتزوج يا جيل لكنها كانت متخوفة و استغرق بايدن القليل من الوقت لاقناعها بفكرة الزواج لأنه بصفتها مطلقة، كانت مترددة في السير في طريق الزواج مرة أخرى، كما أنها تقدر مسيرتها المهنية واستقلالها حيث قالت:



 "بعد خيبة أمل طلاقي، لم أرغب أبدًا في الشعور بأن قلبي خارج عن السيطرة مرة أخرى" و أيضا:"كوني زوجة جو سيعني [أيضًا] حياة في دائرة الضوء لم أرغب فيها مطلقًا." في حين أن بايدن كان يحمل هم أولاده الذي رأى أنهم فقدوا أما و لا يجب أن يفقدوا أما أخرى و اعترفت جيل بأن الأمومة جاءت إليها بطريقة "لم تتوقعها أبدًا".و أردفت قائلة: "لقد وقعت في حب رجل وطفلين صغيرين يقفون في حطام خسارة لا يمكن تصورها. لم أتخيل أبدًا في سن 26 أنني كنت أسأل نفسي : 'كيف تجعل عائلة مفككة كاملة؟".

بعد ذلك تزوج جو وجيل في حفل حميم في نيويورك في 17 يونيو سنة 1977، حضره 40 ضيفًا فقط  في كنيسة الأمم المتحدة.

 بعد أربع سنوات، في يونيو سنة1981، رحب جو وجيل بابنتهما آشلي وهو الاسم الذي اختاره شقيقاها.


 كما هو متوقع، دفعتها مهنة جو السياسية وعلاقتهما إلى دائرة الأضواء الشيء الذي لم تحبه جيل و جعل بعض التوتر في حياتهم الزوجية لكنهما تغلبا عليها كما ذكرت جيل.

و في سنة 2008 عندما تم انتخاب أوباما، أصبح جو نائب الرئيس وجيل "السيدة الثانية " في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن هذا لم يغير شيئا في عقليت جيل، بحيث كانت أول امرأة في هذا المنصب تحتفظ بوظيفة بدوام كامل خارج البيت الأبيض.

لكن السعادة لم تدوم للزوجين حيث واجها حزنا شديدا سنة 2013، عند تشخيص بو بأنه مصاب بسرطان الدماغ، بعد أن عانى من "جلطة خفيفة" قبل ثلاث سنوات. على الرغم من العلاج، توفي بو بايدن الشئ الذي أحزن الزوجين بشدة حيث قالت جيل يوم وفاته: "أشعر وكأنني قطعة من الطين تم لصقها مرة أخرى، قد تكون الشقوق غير محسوسة لكنها موجودة".

بعد هذه المأساة العائلية ب 5 سنوات قرر جو بايدن الترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية و كانت زوجته جيل سندا له طوال الحملة الإنتخابية حيث وصفها بايدن في مؤتمره و أمام الملأ بأنها حب حياته و "صخرة" عائلته وقال للمشاهدين "إنها أقوى شخص أعرفه ولديها عمود فقري مثل الصاروخ. إنها تحب بشدة وتهتم بعمق".


 وكتبت جيل في كتاب Where the Light Enters: "لقد أصيبت قلوبنا بالضيق والانكسار. ولكن المكان الوحيد الذي نأمن فيه من كل مخاطر الحب هو الجحيم"، "وشيء واحد في حياتي بقي على حاله: جو وأنا كنا دائمًا نعيش لبعضنا البعض." 

و قد شكلت انتخابات 2020 علامة بارزة أخرى في اتحاد الزوجين الاتحاد الذي دام أربع عقود و مازال. لكن جيل لن تتخلى أبدا عن أفكارها حول الشهرة و السياسية حيث قالت إذا فاز جو بايدن في الانتخابات، فإنها لا تنوي التخلي عن حياتها الشخصية وقالت: "إذا وصلنا إلى البيت الأبيض، فسأواصل التدريس. هذا مهم، وأريد أن يقدّر الناس المعلمين، ويعرفوا مساهماتهم ويرفعون من مهنتهم.

و في 7 نوفمبر 2020، بعد أربعة أيام من يوم الانتخابات، تم إعلان بايدن الرئيس 46 المنتخب بعد فوزه في ولاية بنسلفانيا، وهزم ترامب في سباق متقارب. فاز بايدن بأكبر عدد من الأصوات في تاريخ الانتخابات الأمريكية، حيث حصل على أكثر من 74 مليون صوت. وقال: "أمريكا، يشرفني أنك اخترتني لقيادة بلدنا العظيم. العمل الذي ينتظرنا سيكون صعبًا، لكنني أعدك بهذا: سأكون رئيسًا لجميع الأمريكيين سواء صوتت لي أم لا. وسأحافظ على الثقة التي وضعتها فيّ "




إرسال تعليق

أحدث أقدم