بصمات الأصابع، إكتشافها و كيفية تكونها وما هي فوائدها؟

بصمات الأصابع، إكتشافها و كيفية تكونها وما هي فوائدها؟




من الأسئلة التي تدور في خلد الإنسان و تسبب له الحيرة هي مسألة الهوية، فالإنسان بطبعه يسعى للتفرد والتميز عن غيره، وهذا التميز لا يشمل السمات الشخصية فقط بل الجسمانية كذلك، فقبل كل شيء السمات الجسمانية هي التي تظهر للغير قبل الخوض في الشخصية. موضوعنا اليوم يتحدث عن سمة ينفرد بها كل شخص عن غيره ولا تقبل التواجد في شخصين اثنين. هذه السمة هي بصمات الأصابع، فبصمة يدك تمتلكها أنت فقط لا غيرك ولا توجد لها نسخة مطابقة في العالم أجمع. 

بطبيعة الحال فإن جسم الإنسان يحتوي على عدة بصمات منها بصمة الأذن، العين، الشفاه، الصوت، الرائحة، الأسنان، والبصمة الوراثية DNA، وللكشف عن هذه البصمات يستعمل الخبراء مجموعة من الأجهزة لهذا الغرض.

لكن سنتجاهل مختلف هذه البصمات لنركز في بصمة الأصبع والتي تعتبر أول بصمة اكتشفت في التاريخ، وقد أخذ العرب هذا الإسم من اللغة التركية اللتي تعني دمغة.


اكتشاف البصمة:

في الحقيقة ليس هناك تاريخ محدد لاكتشاف البصمة، غير أن التاريخ شهد للصينيين هذا الإكتشاف، لأن الأباطرة اعتادوا على التوقيع على الوثائق والمعاهدات ببصمة إبهامهم وذلك قبل 2000 سنة

وقد شهد استخدام بصمات الأصابع تطورات كان أهمها في مطلع القرن 19، فقد استطاع "هنري فولدز" ابتكار طريقة لتصوير البصمة على الورق باستعمال الحبر الأسود سنة 1877.

ومع توالي الإكتشافات إستطاع العالم الإنجليزي فرانسيس غالتون سنة 1892 إثبات أن البصمات تختلف من شخص لآخر وأنها لا تتغير بمرور الزمن، مما يتيح التمييز بين الأشخاص عن طريقها واعتمادها لتحديد هوية الأشخاص.


كيف تتكون البصمة:

يحتوي جسم الإنسان على كروموسومات مسؤولة عن تحديد شكل بصمة اليد المميزة، وتتكون في الشهر الثالث من الحمل، ووتأثر بهرمونات الجنين حسب جنسه كان ذكرا أو أنثى، كما أن لهذه البصمات أنماطا تتمثل في الحلقات والأقواس والمستديرات.

استخدام البصمات في البحث الجنائي:

وفي ما يخص البحث أو التحقيق الجنائي فإن البصمات تعد من أهم الدلائل التي تساعد المحققين على اكتشاف مرتكبي الجرائم وهي عامل حاسم في العديد من القضايا حيث تمت إدانة العديد من المجرمين لوجود بصماتهم في مسرح الجريمة.

كان أول استخدام لبصمات الأصابع كدليل لتحديد هوية المجرمين في الأرجنتين سنة 1892، عند وقوع جريمة قتل في إحدى القرى، حيث عثرت أم تدعى "فرانشيسكا روهاس" على جثة طفليها داخل المنزل، وخلال التحقيق زعمت فرانشيسكا أنها كانت غائبة عن المنزل حال وقوع الجريمة، وأنها عثرت على الطفلين مقتولين حال عودتها إلى المنزل، كما أن الأم ألقت بالتهمة على صديق لها يدعى " بيدرو فلاسكوز" وادعت انه كان يلح عليها بالزواج لكنها كانت ترفضه ما دفعه لتهديدها بقتل أطفالها، كما أدعت أنها رأت بيدرو يغادر منزلها وقت وصولها للمنزل.

بعد التحقيق مع الأم ألقت الشرطة القبض على بيدرو ووجهت إليه تهمة القتل، لكنه أنكر ارتكابها، وبغض النظر عن كم التعذيب الذي تعرض له لدفعه للإعتراف إلا أنه أصر على براءته.

قررت الشرطة بعد ذلك العودة إلى مسرح الجريمة والبحث عن دليل قاطع الى أن وجدو بصمات بباب البيت. قامت الشرطة بمساعدة مختص بمقارنة البصمات التي عثرت عليها ببصمات بيدرو فلم يعثروا على أي تطابق فتمت تبرأته من التهمة، لكن الشرطة قامت بنفس الأمر مع بصمات الأم ليتضح أنها مطابقة بشكل كامل، فتم القبض على الأم التي صرحت بعد ذلك أنها قتلت أطفالها لرغبتها بالزواج من شخص آخر كانت على علاقة به.

تم الحكم على الأم بالسجن مدى الحياة، وبعد هذه الجريمة تم إقرار نظام البصمات في الأرجنتين لتحديد هوية المجرمين، كما قامت بذلك شرطة مدينة لندن سنة 1901، حتى أصبح هذا النظام يستخدم في جميع أجهزة الشرطة حول العالم.




2 تعليقات

إرسال تعليق

أحدث أقدم