النينجا، نشأة محاربي الخفاء
في عصرنا الحالي، كل من يسمع لفظ النينجا يخطر في باله ذلك المقاتل الخفي الرائع، متوشحا رداءه الأسود للتخفي وسيفه القصير، وتحت ردائه مجموعة من الأسلحة المتعددة أشهرها "الشوريكين". لكن نشأة هذا النوع من المحاربين والغرض منه ليس جليا لكل محبي النينجا.
كانت نشأة "الشينوبي" وهو اللفظ الذي كانوا يعرفون به في فترة الدول المتحاربة و ذلك على الأغلب في القرن الخامس عشر أي فترة سينغوكو وهناك تقارير تفيد أن ظهورهم كان في فترة هيان أي خلال القرن الثاني عشر. كانت اليابان تعيش ما سمي بالحقبة الإقطاعية، حيث عرفت حروبا بين عشائر الدايمو على مناطق مختلفة ما أدى إلى حاجة الأسياد الإقطاعيين لمحاربين أشداء لفرض سلتطتهم على تلك الأراضي، وكان الشينوبي يمثلون تلك القوة، حيث كانت طريقتهم في القتال تتمثل في التجسس و الإغتيالات، وقد كانت هذه الأساليب تبعد عن الأسياد الإقطاعيين أعين الشك.
لم يكن فن "النينجيتسو" ذا معالم واضحة أنذاك حيث كانت هناك هيمنة لمحاربي الساموراي الذين كانوا يحصدون المجد في المعارك علنا، فقد كان السموراي يشكلون القوة الرئيسية في الحروب أما الشينوبي فقد كانت مهمتهم مقتصرة على العوائل الصغيرة أو سيد إقطاعي يخدمونه وراء الستار في مهمات استطلاع أو اغتيال إن لزم الأمر.
ليس هناك أي دليل على أن النينجا كانوا يرتدون الزي الأسود أثناء مهماتهم، لكن الأرجح أنهم يواكبون أزيائهم مع محيط المعركة والأرجح كان اللون الأسود للتخفي في الظلام لكون مهماتهم تتم في الليل، أما الأسلحة التي كان يستخدمها الشينوبي فقد كانت عبارة عن سيف قصير يسمى "النينتو" وبعض الأدوات الحادة مثل "الكوناي" و "الشوريكين" كما سبق الذكر، كما استعملوا القنابل الدخانية لغرض التخفي والهرب.
مع تقدم اليابان وظهور الحكام العسكريين "الشوغونات"، بدأت الحاجة إلى الشينوبي في الإندثار ما أدى إلى اختفائهم مع مرور الزمن، واقتصر ظهورهم في وقتنا الحالي في القصص المصورة والأفلام.
إرسال تعليق