ماتا هاري الراقصة الفاتنة والجاسوسة المزدوجة التي كانت نهايتها الإعدام |
ماتا هاري هو الاسم المستعار لأكثر الجاسوسات شهرة في العالم، ولدت مارجاريتا جِرترودا "جريتشي" زيلي في هولندا من أبوين هولنديين سنة 1876، عاشت ماتا طفولة صعبة حيث توفت أمها و عانى أبوها من أزمة مالية كبيرة.
هذه الظروف دفعت بها للزواج في سن مبكرة، فقد تزوجت في سن 18 سنة القبطان رودولف ماكلويد، رحلت معه للاستقرار في مستعمرة هولندية في آسيا إسمها جاوة.
رزقت ماتا و زوجها ببنت و ولد، توفي الفتى إثر إصابته بمرض الزهري الذي نقلته له أمه،و ذلك بعد تركها لزوجها لفترة لتعرضها للعنف من طرف زوجها، و قامت بربط علاقة مع أحد الضباط.
في فترة ابتعاد ماتا عن زوجها انغمست في المجتمع الآسيوي، و تعلمت ثقافتهم و رقصهم و انبهرت بزي الراقصات.
عادت ماتا و زوجها لهولندا، لكنها انفصلت عنه بشكل قانوني بعد ذلك، و تركت ابنتها معه و عملت كراقصة في باريس لمدة غير أنها لم تلقى ردا جميلا، فقد كرهها الجمهور الفرنسي.
و في سنة 1905 بدأت ماتا تتلقى إعجاب الجمهور الفرنسي لأنها كانت تمثل شخصية أميرة شرقية، جعلها هذا الأمر مشهورةو ميسورة الحال.
كانت عروضها مثيرة جدا، فقد كانت تقوم بالرقص و التعري، و قد إستفادت من رقصها و ما تعلمته في اندونيسيا.
غير أنه من غير المعىوف أن مارتا كانت ترتدي بذلة بنفس لون جلدها.
و في سنة 1910 انكشفت ماتا و عرفت هويتها الأوربية، وتعرضت لهجمات شرية من الجمهور الفرنسي، غير أنها واصلت مشوارها حتى أن شهرتها وصلت لكل بقاع العالم.
مع مرور السنوات أصبحت ماتا في منتصف الثلاثينات، بدت أكثر سنا و أكثر بدانة، الشيء الذي أدى بها إلى اعتزال رقص التعري، غير أن علاقاتها الكثيرة في المجتمع الفرنسي الراقي كانت مصدر دخلها.
خلال الحرب العالمية الأولى جندتها فرنسا لكي تكون جاسوسة لها، و من خلال إغراء الرجال الألمان تقوم ماتا بجمع معلومات استخباراتية و تنقلها بشفرة في غاية التعقيد لفرنسا.
و في نفس الوقت جندتها أيضا المانيا لكي تتجسس لصالحها وتجمع المعلومات بنفس الطريقة و ترسلها للمخبرين الألمان، وهكذا اصبحت ماتا عميلة مزدوجة.
غير أن قصة ماتا في الجاسوية انتهت نهاية مأساوية، فقد أوقعها الألمان في فخ نصبوها لها انتقاما، بإرسال شيفرة مزورة يفهمها الألمان جيدا. اعتقلت ماتا في باريس بتهمة التجسس و تمت فيه محاكمتها بالاعدام.
وفي 15 أكتوبر عام 1917 اعدمها جنود فرنسيون رميا بالرصاص. و قبل اعدامها رفضت ماتا إرتداء عصابة العينين، وأرسلت قبلة للجنود.
بقيت ماتا هاري رمزا للإغراء النسوي و أكثر الجاسوسات ذكاء، لأنه لم يوجد دليل قاطع لإدانتها، و أنكرت في محاكمتها خيانتها لفرنسا.
أنتجت أفلام و مسلسلات مقتبسة من قصتها، و تم تصويرها كسخصية ماكرة و غامضة، و آخر الأعمال الأدبية عنها هو كتاب الجاسوسة لباولو كويلو.
مقال رائع
ردحذفإرسال تعليق